الأحد، 15 أبريل 2012

عندما يتحول الوهم إلى حقيقه !



كل انسان اياً كان هو اكثر انسان يعي و يعرف من هو وما هي صفاته و شخصيته و افعاله ، حيث ان سلوكياته و افعاله صادره منه شخصيا ، لم يتدخل بها اي شخص قطعاً ، فهو اعرف بنفسه من اي شخص آخر ، وكل فعل يقوم به الانسان يكون مرتبط ذلك بالله بلا شك ، فإن فعل خير فهو عند الله مُحسن ، وإن ارتكب الذنوب والعياذ بالله فهو عاصي و مذنب ، وكل عمل سيُجازى عليه بكل تأكيد إما بالثواب او بالعقاب .

عندما يحاول الانسان ان يرتقي بذاته و افعاله وسلوكياته من خلال النظر إلى القدوه الحسنه الجيده الصالحه ممن هم من حوله او من اسلافه الماضين ، وقد يستطيع ان يحقق ذلك بكل تأكيد ، من خلال الإراده القويه ومن خلال الاستعانه بالله ، ومن خلال المحاولات العديده مع الصبر و التأني ، وكذلك العكس عندما ينحدر الانسان بأخلاقياته وسلوكياته و افعاله ، من خلال التأثر بالنماذج السيئه ممن هم من حوله او من اسلافه الماضين ، بلا شك سيؤثر ذلك عليه شخصيا .

يقول المثل " كل إناء بما فيه ينضح " وكذلك يقول المثل  " كل من يرى الناس بعين طبعه " .

 من خلال هذه الامثال ومن خلال تطبيق هذه الامثال بالواقع الذي نعيشه نحن ، نرى ان كل إنسان يرى الناس الذين هم حوله بما يحمل ( هو ) بداخله من آثار ، سلبيه كانت او إيجابيه .

هناك بشر في هذا العالم الواسع وفي هذه الدنيا الكبيره التي تحمل بطياتها ما هو جميل و ما هو قبيح  والتي تحمل بقلبها  القاصي و الداني، ينظرون إلى من هم حولهم بمنظور ليس له اي واقع من الصحه ، بل ينظرون من منظورهم و رئياهم بصفاتهم و اخلاقهم ، وعندما يتحول ذلك الوهم إلى حقيقه يتهمون بها من هم حولهم يكون ذلك قمه التجرد من الواقعيه إلى اللا واقعيه ، بل يعد ذلك ظلم في الكثير من الأحيان .
هناك في علم النفس ما يسمى بالنظره السلبيه للاشياء ، تؤثر هذه النظره في العلاقات الاجتماعيه في مختلف انواعها وتأثر على صاحبها بعلاقاته مع الآخرين ، بعكس تلك النظره الإيجابيه التي تؤدي بأرتقاء العلاقات الاجتماعيه و قوه ترابطها .

هذه النظرات سلبيه كانت ام إيجابيه هي سبب العلاقات الاجتماعيه الناجحه او الفاشله ، وكذلك عند التعامل من الآخرين يشعر الانسان المقابل ما يحمله الانسان الآخر من افكار ، فمثلا عندما يجلس انسان في مجلس ما ويكون هناك شخص من الحضور ( منفس ) او ( مطنقر ) عذرا على المفردات العاميه ولكن تؤدي بدورها ، يشعر من حوله بذلك ويزعجهم وينفرون منه بسبب سوء النفسيه التي يحملها ، بعكس ذلك الشخص الآخر الذي يجلس بنفس المجلس ، كثير الضحك و المزاح ، إيجابي في نظراته  ، يكون محبوب من الجميع يبث بهم الروح الإيجابيه ، فعندما يغادر الجميع ، تكون النتيجه في قلب من جلس في ذلك المجلس (حب وموده  ) اتجاه الشخص الإيجابي ، و (بغض وكراهيه ) إتجاه الآخر السلبي ، وهذي هي طبيعه كل انسان ، يبحث عن ما هو جميل و مفرح ، ويبتعد عما هو نكدي و مزعج .

كم هو جميل ان يرتقي الانسان بصفاته و اخلاقه ويتمثل بأخلاق وصفات اهل بيت النبوه و معدن الرساله و الصاحبه الأجلاء ، اقتداء حقيقي واقعي مع تطبيقه بالحياه ، ليس قول باللسان فقط  دون فعل ! ،  حيث انها هي الاخلاق الرفيعه الساميه التي يحبها الرب عز وجل  و هي التي تجعل العلاقات الاجتماعيه ناجحه و سليمه  ، تجعل القلوب صافيه مطمئنه .

تلك الأخلاق التي ارمي إليها  تجعل المجتمع ككل مجتمع راقي ، مجتمع خالي من المشاكل و الامراض النفسيه ، مجتمع يعم به الخير و الصلاح .
اسأل الله بحق رسوله الكريم و اهل بيته المطهرين ان يُحسن أخلاقنا و أخلاق من هم حولنا في هذه الدنيا  ,و أن يثبتنا على الولاء لآل بيت محمد ، وان يعجل بفرج مولانا صاحب الزمان الذي يملأ هذه الدنيا قسط وعدل كما ملئت ظلما و جور .


مع فائق الحب و التحيه
( خادمكم )

هناك تعليق واحد:

  1. لأن الحياة هيَ الأخلاق، بشكل من الأشكال ..
    لهذا نُحب كلّ مَن يُحب الرُقي في حياته.

    ردحذف